·
ولهذا
يشترط في كلِّ عمَلٍ، أن يتوفَّر فيه شرطان، ليكون مقبولاً عند الله، ومثابًا عليه
صاحبه:
الشَّرط
الأوَّل: الإخلاص لله عز وجل.
الشرط
الثاني: المتابعة للرَّسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ
أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ
وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾
[البقرة: 112] وإسلام الوجه يعني: الإخلاص لله.
والإحسان:
هو المتابعة للرَّسول صلى الله عليه وسلم.
فالله
جل وعلا أَمَرَ بِالاجْتِمَاع على الكتاب والسُّنَّةِ، وَنَهَانَا عن التَّفَرُّقِ
والاختلاف.
والنَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم كذلك أمرنا بالاجتماع على الكتاب والسُّنَّة، وَنَهَانَا عن
التَّفَرُّقِ والاختلاف؛ لما في الاجتماع على الكتاب والسُّنَّة من الخير العاجل
والآجل، ولما في التَّفَرُّقِ من المَضَارِّ العاجلة والآجلة في الدُّنيا والآخرة.
فالأمر
يَحْتَاجُ إلى اهتمام شَدِيدٍ؛ لأنَّه كلَّما تأخَّر الزَّمان، كَثُرَتِ الفِرَقُ،
وَكَثُرَتِ الدَّعايات؛ وكَثُرَتِ النِّحَلُ والمَذَاهِبُ البَاطِلَةُ، وكَثُرَتِ
الجَمَاعاتُ المُتَفَرِّقَةُ.
لكن
الواجب على المسلم أن يَنْظُرَ؛ فما وافق كتاب الله وَسُنَّةَ رَسُولِهِ صلى الله
عليه وسلم أَخَذَ بِهِ، كَائِنًا مَنْ كان؛ لأنَّ الحقَّ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ.
أَمَّا ما خَالَفَ ما كان عليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم تَرَكَهُ، ولو كان مع جماعته، أو مع من ينتمي إليهم، ما دام أنَّه مُخَالِفٌ للكتاب والسُّنَّة؛ لأنَّ الإنسان يريد النَّجاة، لا يريد الهَلاكَ لِنَفْسِهِ.