أخبر عن افتراق هذه الأمَّة على ثلاث وسبعين
فرقة، كلُّها في النَّار إلاّ واحدة.
كانوا
عامِلِينَ بِقَوْلِهِ عندما سَأَلُوهُ عن هذه الوَاحِدَةِ النَّاجِيَةِ: مَنْ هِيَ
يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ
وَأَصْحَابِي» ([1]).
فكانوا
متمسِّكين بما كان عليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا يزالون كذلك
بِحَمْدِ الله تعالى.
·
علامات أهل
السنَّة والجماعة:
علامة
أهل السُّنَّة والجماعة أَنَّهُمْ يَدٌ واحدة؛ لأنَّهم إخوة، فلا يُكَفِّرُ بعضهم
بعضًا، ولا يُفَسِّقُ بعضهم بعضًا، ولا يُبَدِّع بعضهم بعضًا؛ لأنَّ هذه الأمور هي
سِمَةُ الفِرَقِ الضَّالَّة.
ومنها:
أنَّهم عاملون بوصيَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا
كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ
مِنْ بَعدِي تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» ([2]).
فَكَانُوا
على هذا المَنْهَجِ الرَّبَّانِيِّ متمسِّكين بِسُنَّةِ الرَّسول صلى الله عليه
وسلم وَسُنَّةِ خُلَفَائِهِ الرَّاشدين ومنهج السَّلَفِ الصَّالح، ولا يزالون كذلك
- ولله الحمد - وإن كانوا قِلَّةً إِلاَّ أنَّهم فيهم البركة وفيهم الخير.
فكانوا متَّبعين لمنهج المهاجرين والأنصار بإحسان متمسِّكين بذلك، عاملين بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641).