×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

أخبر عن افتراق هذه الأمَّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلُّها في النَّار إلاّ واحدة.

كانوا عامِلِينَ بِقَوْلِهِ عندما سَأَلُوهُ عن هذه الوَاحِدَةِ النَّاجِيَةِ: مَنْ هِيَ يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]).

فكانوا متمسِّكين بما كان عليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا يزالون كذلك بِحَمْدِ الله تعالى.

·       علامات أهل السنَّة والجماعة:

علامة أهل السُّنَّة والجماعة أَنَّهُمْ يَدٌ واحدة؛ لأنَّهم إخوة، فلا يُكَفِّرُ بعضهم بعضًا، ولا يُفَسِّقُ بعضهم بعضًا، ولا يُبَدِّع بعضهم بعضًا؛ لأنَّ هذه الأمور هي سِمَةُ الفِرَقِ الضَّالَّة.

ومنها: أنَّهم عاملون بوصيَّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعدِي تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» ([2]).

فَكَانُوا على هذا المَنْهَجِ الرَّبَّانِيِّ متمسِّكين بِسُنَّةِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم وَسُنَّةِ خُلَفَائِهِ الرَّاشدين ومنهج السَّلَفِ الصَّالح، ولا يزالون كذلك - ولله الحمد - وإن كانوا قِلَّةً إِلاَّ أنَّهم فيهم البركة وفيهم الخير.

فكانوا متَّبعين لمنهج المهاجرين والأنصار بإحسان متمسِّكين بذلك، عاملين بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2641).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).