×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

 [آل عمران: 103] وقال: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: 10] فَأُخُوَّةُ الإيمَانِ عنْدَهُم أَوْثَقُ مِنْ أُخُوَّةِ النَّسَبِ، فهم يحافظون على هذه الإِخْوَةِ، وهذا هو مَنْهَجُ أَهْلِ الإيمَانِ.

أمَّا أَهْلُ النِّفَاقِ وَفِيهِم الفِرَقُ الضَّالَّة فَصِفَتُهُم كَمَا قَالَ الله تعالى: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ [التوبة: 67] فصفاتهم على عكس صفات المؤمنين تَمَامًا.

·       ظاهرة التبديع والتفسيق والتكفير:

لقد ظَهَرَتْ في هذا الزَّمان وَبَيْنَ أَوْسَاطِ الشَّبَابِ خَاصَّةً، وَبَيْنَ أَوْسَاطِ بَعضِ المسلمين الَّذين يَجْهَلُونَ حَقِيقَةَ الإسلام، بِأَنْ تَكُونَ عندهم غِيَرٌ زَائِدَةٌ، أو حَمَاسَةٌ في غَيْرِ مَحَلِّهَا، ظهرت عندهم ظاهرة التَّكفير والتَّفسيق والتَّبديع، وصار شُغْلُهُمُ الشَّاغِلُ في كلِّ أمور حياتهم هذه الصِّفات المذمومة من البحث والتَّنقيب عن المعائب وإظهارها ونشرها حتَّى تشتهر.

وَهَذِهِ علامَةُ فِتْنَةٍ، وَعلامَةُ شَرٍّ، نَسْأَلُ الله سبحانه وتعالى أَنْ يَقِيَ المسلمين شَرَّهَا، وأن يُبَصِّرَ شَبَابَ المُسْلِمِينَ بِالطَّرِيقِ الصَّحِيحِ، وَأَنْ يَرْزُقَهُمُ العمَلَ علَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَالسَّيْرَ علَيْهِ، وَأَنْ يُبْعدَ عنْهُمْ دُعاةَ السُّوءِ.

·       المراد بالفسق وبيان متي يكون المسلم فاسقًا:

الفِسْقُ هُوَ الخُرُوجُ عنْ طَاعةِ الله، وَهُوَ نَوْعانِ: فِسْقُ الكُفْرِ، وَفِسْقُ مَا دُونَ الكُفْرِ.


الشرح