وكان صلى الله عليه وسلم يَقُولُ في خُطَبِهِ
ومحادثاته: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ
كِتَابُ اللهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الأُْمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا» ([1])،
وَ «كُلّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])،
وَ«عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ
يَدَ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ» ([3]).
فَبَيَّنَ
صلى الله عليه وسلم أسباب النَّجاة من الفتن؛ وهي: التَّمَسُّكُ بكتاب الله،
والتَّمَسُّكُ بِهَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم والحَذَرُ مِنْ مُحْدَثَاتِ
الأمور؛ «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ
اللهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا».
ثُمَّ قَالَ: «وَعَلَيْكُمْ
بِالْجَمَاعَاتِ».
هذا
أيضًا من أسباب النَّجاة؛ أَنَّ المُسْلِمَ عند ظهور الافتراق والاختلاف والجماعات
المتنوِّعة يَكُونُ مع الجماعة؛ يكون مع جماعة المسلمين، الجماعة الَّتي كانت تسير
على خطى الرَّسول صلى الله عليه وسلم وعلى منهج الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
ولا
يَسِيرُ علَى مَنْهَجِ المتكلِّمين، أو الجِدَالِيِّين، أو المبتدعين، وإن تسمَّوا
بأسماء برَّاقة خدَّاعة، إِلاَّ أنَّها لا تَغُرُّ أَهْلَ الإيمان؛ فَأَهْلُ
الإيمان يأخذون بما أَوْصَى به الرَّسول صلى الله عليه وسلم؛ «وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ» جماعة المسلمين.
وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث افتراق الأمَّة؛ قال: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً». قيل: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).