·
تقارب
العالم الآن من الفتن:
مِنَ
الفِتَنِ أنَّ العالم الآن تقارب، فصار ما يحدث في أقصاه يصل إلى أقصاه بسرعة؛
يَنْتَقِلُ ما يحدث مِنَ الشَّرِّ، ومن الفسوق والمعاصي ينتقل بواسطة الوسائل
الحادثة الآن، حتَّى يدخل في البيوت المغلقة، وحتَّى يصل إلى البادية في البَرِّ،
وفي بيوت الشَّرِّ، بواسطة هذه الوسائل، وَيَنْظُرُونَ كأنَّهم حاضرون في المكان الذي
حدث فيه، لا، بل قد يكون أوضح من المكان الَّذي حدث فيه هذا الشَّرُّ.
هذا
من الابتلاء والامتحان، يموج العالم الآن بالفِتَنِ، فتن الشَّهوات، وما أكثرها،
وفتن الشُّبُهَات والضَّلالات والإلحاد، وما أكثر ذلك! وَكُلُّ هذا يُصَدَّرُ إلى
العالم؛ أَقْصَاهُ وَشَرْقَهُ وَغَرْبَهُ، جَنُوبَهُ وَشَمَالَهُ، إِلاَّ من
رَحِمَ الله سبحانه وتعالى.
هذا
يَحْتَاجُ مِنَ الإنسان إلى بصيرة، يحتاج إلى أخذ الحَيْطَةِ، يحتاج إلى معرفة هذه
الأضرار الوافدة؛ حتَّى يتجنَّبها.
أمَّا
الإنسان الَّذي ليس عنده بَصِيرَةٌ، وليس عنْدَهُ علْمٌ، وليس عنده فِقْهٌ، ربَّما
يعتبر هذا من الرُّقِيِّ ومن التَّقَدُّمِ.
بَعضُهُم يَعتَبِرُ هذا مِنَ النِّعمِ، وأنَّ هذه وسائل ثقافيَّة، ووسائل رَفَاهِيَةٍ، وما يَدْرِي ما يَنْطَوِي عليه هذا الأمر من الخطورة، وما يحمله من الشَّرِّ، فالأمر عظيم جدًّا، والفتن الآنَ - كما ترونها - تُعرَضُ على النَّاس، تُعرَضُ على القلوب، كما قال صلى الله عليه وسلم: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَت فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى يُصْبِحَ قَلْبًا مَجْخِيًّا، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلاَّ مَا وَافَقَ هَوَاهُ - أَوْ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ - وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَت فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ؛