×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

بالفَلاحِ وَالهِدَايَةِ؛ ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [البقرة: 5]، ثُمَّ ذَكَرَ الصِّنْفَ الثَّاني وهم الكفَّار، والصِّنْفَ الثَّالِثَ وهم المنافقون.

ذكر الله سبحانه وتعالى أَنَّ البَشَرَ في رحاب هذا القرآن ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الَّذين آَمَنُوا به ظاهرًا وباطنًا؛ وَهُمُ المُتَّقُون، وَذَكَرَ الله مِنْ أَوْصَافِهِمْ مَا ذَكَرَ.

ثُمَّ ذَكَرَ القِسْمَ الثَّاني: وهم الَّذين كَفَرُوا بهذا الكتاب ظاهرًا وباطنًا، وَهُمُ الكُفَّارُ؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ٦خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ٧ [البقرة: 6- 7] هَؤُلاءِ كَفَرُوا بالقُرْآَنِ بَاطنًا وَظَاهِرًا، فَخَتَمَ اللهُ علَى قُلُوبِهِمْ؛ عقُوبَةً لهم، فَأَصْبَحَتْ لا تَقْبَلُ الحَقَّ بَعدَ ذلك ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ [البقرة: 8- 9].

والقِسْمُ الثَّالث: الَّذين آمنوا بالقرآن ظاهرًا، وَكَفَرُوا به بَاطِنًا، وهم: المُنَافِقُونَ، وَذَكَرَ اللهُ فِيهِم بِضْع عشْرَةَ آَيَةً؛ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ [البقرة: 8- 9]، إلى قَوْلِهِ تَعالَى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [البقرة: 20] الحَاصِلُ أَنَّ كِتَابَ الله فيه الهُدَى والنُّور، يَحْتَاجُ مِنَّا إلى تَدَبُّرٍ؛ قَالَ تَعالَى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [ص: 29] فَمَنْ يُرِيدُ النَّجاة من هذه الفِتَنِ، فَعلَيْهِ بِكِتَابِ الله عز وجل، علَيْهِ بِكِتَابِ الله.

كيف ذلك؟ أَيَجْعلُهُ عنْدَهُ فيشتري المصحف؛ ليجعله عنده؟!


الشرح