واللهُ تَعالَى أَمَرَ بالفِقْهِ في الدِّين، وَذَمَّ الَّذين لا يفقهون؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة: 122] وَوَصَفَ المُنَافِقِينَ بِأَنَّهُمْ لا يَفْقَهُونَ؛ يعني: لا يَفْهَمُونَ أَحْكَامَ الله سبحانه وتعالى لأنَّهم لم يريدوا ذلك، ولم يَلْتَفِتُوا إليه، ولم يَهْتَمُّوا به، فصاروا لا يَفْقَهُونَ.

والفِتَنُ كَثِيرَةٌ، وَتَكْثُرُ، وَتَعظُمُ، وَتَتَجَدَّدُ في آخر الزَّمان. الفتن كثيرة، والإنسان يُعايِشُ الفِتَنَ كُلَّ حياته، ولكن مُقِلٌّ ومستكثر.

والله سبحانه وتعالى أخبر أنَّ المال والأولاد فِتْنَةٌ؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [التغابن: 15]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9] فالأموال والأولاد فتنة؛ مَنْ آَثَرَ حُبَّ المال، وَحُبَّ الولد، وَحُبَّ البلد، وَحُبَّ العشيرة، وَحُبَّ التِّجَارَة، وَحُبَّ المساكن على محبَّة الله ورسوله، فليراقب أَسْوَأَ النَّتائج؛ قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 24] فالأموال والأولاد فتنة، والزَّوجة فتنة؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ﴾ [التغابن: 14] لا تُؤْثِرُوا مَحَبَّتَهُم على مَحَبَّةِ الله ورسوله، لا تُؤْثِرُوا طاعتهم على طاعة الله ورسوله، لا تنشغلوا بهم عمَّا يُقَرِّبُكُم إلى الله سبحانه وتعالى.

احذروا؛ قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ﴾ [التغابن: 14]؛ ليس معنى «احذروهم»

---

الشرح