أَنَّكُمْ تُعادُونَهُمْ، وَتَبْتَعدُونَ
عنْهُمْ، وتقاطعونهم؛ لا. مَعنَاهُ أنَّكم تحذرون فِتْنَتَهُمْ، وتحذرون
الانْحِيَازَ معهم، إذا تَعارَضَتْ مَحَبَّتُهُم مع محبَّة الله ورسوله.
بل
قَدِّمُوا مَحَبَّةَ الله وَرَسُولِهِ على محبَّة الأموال والأولاد، وَحِينَئِذٍ
يُصْلِحُ اللهُ لَكُمُ الأَمْوَالَ، وَيُصْلِحُ لكم الأولاد؛ قال تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ
وَإِن تَعۡفُواْ وَتَصۡفَحُواْ وَتَغۡفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٤إِنَّمَآ
أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ١٥فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٦﴾ [التغابن: 14- 16] الوَاجِبُ على المسلم في هذا الموقف
أَنْ يَتَّقِيَ الله ما استطاع، وألاَّ يُقَدِّمَ مَحَبَّةَ زوجته إذا تعارضت مع
محبَّة الله، أو محبَّة ولده، أو محبَّة ماله، إذا تعارض ذلك مع ما يحبُّه الله -
تعالى - بل يُقَدِّمُ ما يُحِبُّهُ الله - تعالى - وبذلك يُصْلِحُ الله له
مَالَهُ، وَيُصْلِحُ له زَوْجَتَهُ، وَيُصْلِحُ له أولاده.
الخَيْرُ
والشَّرُّ فِتْنَةٌ؛ قال تعالى: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ
وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾
[الأنبياء: 35] الخير الَّذي هو المال والغيث والخِصْبُ، هذا كُلُّهُ فِتَنٌ
تُعرَضُ على الإنسان؛ قال تعالى: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ
وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾
[الأنبياء: 35] وكذلك الطَّاعة والمعصية فِتْنَةٌ، والإنسان يُؤْمَرُ بالطَّاعة،
وَيُنْهَى عن المعصية؛ تُعرَضُ له الطَّاعة؛ يَأْتِي وَقْتُ الصَّلاةِ
وَالعبَادَةُ، ويأتي وَقْتُ اللَّذَّة والأكل والشُّرب والاستمتاع وغير ذلك،
فأيَّهما يُقَدِّمُ؟ هذا ابْتِلاءٌ وامتحان، ابتلاء وامتحان من الله سبحانه وتعالى.
النَّاسُ
بَعضُهُم لبعض فتنة؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً
أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا﴾
[الفرقان: 20] فالنَّاس يَبْتَلِي الله سبحانه وتعالى