×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

الأسئلة

**********

السؤال: نعلم أن﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ آية من سورة الفاتحة، فلماذا كل أئمة المساجد لا يقرؤونها جهرا مثل بقية السورة في الصلاة الجهرية، وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسر بها؟

الجواب: الصحيح أن﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ آية من القرآن مستقلة، وليست من الفاتحة ولا من غيرها، وإنما هي آية مستقلة نزلت للفصل بين السور؛ ولذلك ذكر في بداية كل سورة سوى «براءة»؛ لأنها للفصل بين السور، وكانوا يعلمون نهاية السورة إذا نزلت﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، وأما أنها لا يجهر بها في الصلاة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر بها، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي رضي الله عنهم كما في الحديث، فعن أنس رضي الله عنه قال: «صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] لا يَذْكُرُونَ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ فِي أَوَّل قِرَاءَة وَلاَ فِي آخِرِهَا» ([1])، فدل على أن الفاتحة تبدأ ب﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2]، ولا تبدأ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، وإنما يؤتى بالبسملة من باب الاستحباب، ولو لم يقرأها صحت صلاته، ولكن المستحب أن يأتي بها، وأن يُسر بها، هذا رأي جمهور أهل العلم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (399).