×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 به إلا بعد معرفته، فالذي يفرق بين المهاجرين والأنصار وبين قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا من أهل الضلال.

ولما سُئل سيد أهل البيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ قال: «لاَ وَالَّذِي قَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَعْلَمُهُ إِلاَّ فَهْمًا يُعْطِيهِ الله رَجُلاً فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ» ([1]). أخرجها وإذا فيها شيء من مسائل الديات، ومسائل العقل في القتلى؛ ما خص أهل البيت بشيء، بل هو صلى الله عليه وسلم بلغ الأمة جميعًا، وكل صحابته أثنى عليهم ونهى عن مسبتهم، وقال: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([2]).

إذن الرافضة يريدون أن يفرقوا بين المسلمين، يريدون الفرقة، ونحن في كلمتنا نحث على الوحدة والاجتماع، وهم يريدون العكس يريدون الفرقة. وكذبوا في دعواهم محبة أهل البيت، لو كانوا صادقين لأحبوا كل صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأهل البيت الصالحون منهم لهم حق القرابة، لكن لا يخصون بالاتباع دون إخوانهم من المهاجرين والأنصار.

السؤال: نفيدك أنه يوجد في بعض بلدان أفريقيا جماعات سلفية، لكننا بدأنا نرى أن بعضها بدأ يتفكك، وكل يرى أنه على المنهج الحق، وأحيانا يحصل جفاء وعداء بين بعضهم البعض، فما توجيهكم؟

الجواب: الخلاف يحصل -والحمد لله- في الفهم والاجتهاد، ولكن هذا الخلاف يحسم بالرجوع إلى كتاب الله عز وجل: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3047).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2540).