×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

فإذا اختلفت أنا وأنت؛ لا نبقى على خلافنا وكلٌّ يدعي أنه على الحق، ويضلل الآخر ويخطئه، بل نرجع إلى الكتاب والسنة ونحكم القرآن والسنة، فمن شهد له القرآن والسنة أنه على الصواب؛ اتبعناه وتركنا المخالف له، ولا يحدث هذا عداوة بين المسلمين؛ الخلاف لا يحدث عداوة إلا مع التعصب، أما مع الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يزول الخلاف بإذن الله.

السؤال: كثر في هذا الزمن الجماعات والأحزاب، وكلٌّ يزعم أنه على الحق، فبماذا ينصح فضيلتكم المسلم مع من يقف وإلى من ينتمي، ثم ما رأيكم في التحزب باسم السلفية وإقامة حزب أو جماعة باسم السلفية؟

الجواب: يا إخوان الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بهذا: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا» ([1])، أخبرنا بأنه سيحصل اختلاف، وأنه ليس اختلافًا يسيرًا، بل كثير، وكل ما تأخر الزمان كثر هذا الاختلاف، ولكن الذي يعصم من هذا هو الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله، هذا ما يزيل الخلاف لمن يريد الحق، أما الذي يتعصب لرأيه أو لشيخه أو لإمامه فهذا لا يريد الحق، وهذا لا حيلة فيه، لكن الذي يريد الحق إذا أُمر بالرجوع للكتاب والسنة، فسيجد إن شاء الله زوال الخلاف وحصول الاتفاق والائتلاف.

أما دعوى السلفية، فإن السلفية ليست مذهبًا خاصًا، السلفية هي الأصل، ليست فرقة، السلفية هي الأصل وما عداها هو المخالف،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).