×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

ولا يخاطرون بالمسلمين ويزجونهم في الفتن، يحصل من الفتن ومن الشرور أعظم مما يصبرون عليه مع الوالي الظالم أو الوالي الذي لا يأتي على المطلوب، يحصل فتن أشد.

هذا حسب المقدرة والاستطاعة، وكل زمان بحسبه، وأما الثورات وأما الخروج على الولاة؛ فهذا يترتب عليه شر أعظم وأخطر مما لو صبروا على طاعته بالمعروف، أما الكفر والمنكر فلا، فيصبرون وبعض الشر أهون من بعضه، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

السؤال: بعض الأسئلة اجتمعت على قضية الخروج على الحاكم، وضربوا أمثلة مما نراه في عصرنا الحاضر مثل الخروج على بشار والقذافي، وغيره؟

الجواب: ماذا أجدى بلدانهم الآن؟ انظروا الثمرة! علينا أن نمشي على الأصول والقواعد التي يهدي إليها ديننا ونستعمل الصبر والحكمة إلى أن يقيد الله الفرج للمسلمين، مع نشر الدعوة ونشر التعليم ونشر الخير مهما استطعنا لذلك سبيلا.

الرسول صلى الله عليه وسلم ما سكت بمكة، بل يدعو إلى الله ويبين، ولكن ما خرج على ولاية أقوى منه، ما خرج عليها وثار عليها وأمر أصحابه بالاغتيالات، هذا يقضي على الدعوة إلى الله في مهدها، فالأمور تؤخذ شيئًا فشيئا، تؤخذ بالرفق والحكمة شيئًا فشيئا، ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286]. الأمر لا يكون بالشدة؛ إما هكذا أو لا!، إنما يرتكب أخف الضررين لدفع أعلاهما، أخف الشرين لدفع أشرهما.


الشرح