×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ثم قال: ﴿وَلَا تَفَرَّقُواْۚ فمن اعتصم بحبل الله فإنه لا يليق به أن يتر كه إلى غيره من المذاهب والفرق والأفكار؛ كلها ضلالات، ولا نجاة إلا بالتمسك بالكتاب والسنة، ولزوم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين.

هذه هي أسباب الاجتماع والائتلاف، فالخروج على ولاة الأمور والثورات؛ هذه خروج عن كتاب الله وسنة رسوله وعن جماعة المسلمين، وليست من دين الإسلام، الإسلام يحث على اجتمع الكلمة، وعلى التعاون وعلى البر والتقوى، وعلى التراحم والتعاطف، وعلى كل الخير، قال: «إِنَّ بني إسرائيل تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفَتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]).

والذي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه موجود والحمد لله، كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الكتاب والسنة، والكتاب والسنة موجودان بين أيدينا، فمن تمسك بهما فهو مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن أفلت منهما فهو مع هذه الفرق الضالة، وضلالاتها تختلف، منها ما يصل إلى حد الكفر، ومنها ما هو دون ذلك، ولكن كلها في النار على حسب افتراقها وابتعادها عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله لا يحصل بالادعاء والانتساب، بل لا بد من تعلم الكتاب والسنة، وتفقه دين الله عز وجل، أما الادعاء من دون تعلم ومن دون معرفة بالكتاب والسنة فهذا لا يجدي شيء، كلٌّ يدعي أنه على الكتاب والسنة، وأن مذهبه هو مذهب الكتاب والسنة، لكن الحقيقة تختلف، فمن تمسك بهما عن علم ومعرفة ويقين؛


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2641).