×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 هذا هو الذي على الكتاب والسنة، وأما من تمسك بهما في الدعوى فقط وهو على غيرهما في المذهب وفي الفكر وفي الآراء؛ فهذا لا حقيقة لقوله ولا ينفعه دعواه: التمسك بالكتاب والسنة.

وأنتم والحمد لله لا شك أنكم تبحثون عن الكتاب والسنة والفقه فيهما، ولهذا جئتم إلى هذه البلاد وانضممتم إلى هذه الدعوة المباركة، فهنيئا لكم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهنا وإياكم في دينه، وأن يرزقنا وإياكم العمل بكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ثم أيها الإخوة حتى لو أن الإنسان فهم الكتاب والسنة وتمسك بهما، إلا أنه على خطر من الانحراف ودعاة الضلال، فلنحذر جميعًا من دعاة الضلال، فلنحذر من الأفكار المنحرفة التي يروجها دعاتها بمختلف الوسائل، وربما يغرون بالمال الطمع، فينجذب إليهم من ضل سواء السبيل وآثر الدنيا على الآخرة.

لأن المسألة مسألة ابتلاء وامتحان، فمن تمسك بالكتاب والسنة فلا بد أن يبتلى ويمتحن، ربما لا يثبت على هذا التمسك، وربما يغريه ما يغريه، ربما يروقه ما يروقه من الدعايات التي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابها بأنهم: «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّم مِنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» ([1])، وما أكثرهم الآن، وما أكثر الوسائل التي تدعو إلى المذاهب المخالفة والنحل الفاسدة والأفكار المنحرفة، وتلبسها وتزينها وتزخرفها بالدعاية المغرية؛ حتى تنطلي على كثير من الناس.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7084)، ومسلم رقم (1847).