فالواجب علينا:
أولاً: أن نفهم الكتاب والسنة، ونتفقه فيهما.
ثانيًا: أن نتمسك بهما.
ثالثًا: أن نحذر من الدعايات المضللة.
رابعًا: أن نصبر؛ لأن الذي يتمسك بالكتاب والسنة يبتلى ويصيبه ما يصيبه من الأذى،
إما أن يغرى بالمال، وإما أن يهدد بالمكاره، فيصبر على التمسك بكتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم مهما أصابه، فإنه على حق.
وقد ابتُلي الأنبياء والصالحون، وثبتوا على دين الله عز وجل حتى جاءهم نصر
الله عز وجل. الله جل وعلا قال: ﴿أَمۡ
حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ
مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [التوبة: 16]، ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن
تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن
قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ
ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ
نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ﴾ [البقرة: 214]، لكن مع الصبر وعدم اليأس، مهما تفاقم
الأمر وعظم؛ فلا بد من الصبر وعدم اليأس من رحمة الله، وكلما اشتد الكرب قرب
الفرج، واعلموا «أَنَّ النَّصْرَ مَعَ
الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»،
أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ([1]).
فهذه الأمور يجب أن نفهمها وأن نركز عليها، ولا يكفي أننا نهتدي في أنفسنا، بل لا بد أن نبلغ دعوة الله، ولا بد أن ندعو إلى الله، ولا بد أن تعلم الخير وننشره، هذا واجبنا في هذه الحياة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ﴾ [التوبة: 122].
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2803).