والنبي صلى الله عليه وسلم خط في الأرض خطًا معتدلاً، وخط خطوطًا على
جانبيه، ثم قال للخط المعتدل: «هَذَا
سَبِيلُ الله مُسْتَقِيمًا»، وقال لهذه الخطوط التي على جانبيه: «هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ
إِلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([1]). هذا مثال يفسر به
النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية.
وهذا موجود، صراط الله -ولله الحمد- موجود وواضح الآن، وهذه الطرق والمناهج
والأفكار والنحل موجودة، بل تزيد.
فعلينا أن نأخذ بوصية الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنَّ
هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ﴾ لأن النتيجة: ﴿فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ﴾، لا يمكن تجمع بين سبيل الله والسبل الأخرى؛ لأنه جمع
بين متضادات، لكن تتمسك بسبيل الله وتحذر وتُحذّر من السبل الأخرى.
«دُعَاةُ عَلَى أَبْوَابِ
جَهَنَّمَ» دعاة ليسوا ضلالاً، عندهم علم، عندهم حجج، عندهم زخارف من القول: ﴿وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ
لِقَوۡلِهِمۡۖ﴾ [المنافقون: 4] عندهم فصاحة، وفي قولهم تزىين لباطلهم،
والحق قد يعتريه سوء تعبير، أما هؤلاء فعندهم فقه في القول وعندهم الحجج المموهة
والمزورة؛ التي تخدع من لا علم عنده ولا بصيرة عنده.
فلنحذر من هؤلاء، وفقنا الله وإياكم لصالح القول والعمل، وللعلم النافع،
والعمل الصالح، الإخلاص لوجه الله عز وجل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
**********
([1]) أخرجه:: أحمد رقم (4437).