×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

وتجب الصلاة عليه في التشهد الأخير من الصلاة، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه كيف يصلون عليه في الصلاة، فقال: «قولوا: التَّحِيَّات لله، والصَّلَوَات وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلام عَلَيْكَ -أَيُّهَا النَّبِيُّ- وَرَحْمَةُ الله وَبَركَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِيَن» ([1]). هذا في التشهد الأول.

وفي التشهد الأخير يقول: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ؛ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ؛ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» ([2]). فعلَّمنا صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليه في صلاتنا.

وحقوقه صلى الله عليه وسلم كثيرة، ألف فيها القاضي عياض المالكي كتابا كبيرًا، سماه: «الشفا في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم ».

من حقوقه صلى الله عليه وسلم الواجبة علينا: أن ندافع عنه ضد من يتنقصه ويتكلم في رسالته ويجحدها من المشركين، ومن اليهود والنصارى، ومن غيرهم.

لا يسعنا أن نسكت ونحن نسمع من يتنقص نبينا صلى الله عليه وسلم، بل يجب علينا أن نجهر بالإنكار على ذلك، وإلا فالمشركون -منذ بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى الآن- وهم يتنقصون الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون رسالته، ويطعنون فيه وفي أحاديثه وفيما جاء به، فيجب علينا آن ندافع عن نبينا صلى الله عليه وسلم غاية المدافعة، وإن كان الله جل وعلا كفانا دفاعهم، قال جل وعلا: ﴿إِنَّا كَفَيۡنَٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِينَ [الحجر: 95]، كفانا الله، لكن هذا واجب علينا -أيضًا- أن


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (831).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3370)، ومسلم رقم (405).