﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ﴾ [النور: 54]، ﴿وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ
لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [النور: 56]،﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحَشر: 7].
ولهذا فُسرت شهادة أن محمدًا رسول الله بأنها: طاعته فيما أمر، وتصديقه
فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يُعبد الله إلا بما شرع.
هذه الكلمات هي خلاصة حق الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته.
طاعته فيما أمر:
قال تعالى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحَشر: 7].
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا
مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» ([1])؛ لأن الاجتناب سهل،
فيجب تجنب كل ما نهى عنه.
أما طاعته فيما أمر؛ فهذه يأتي العبد منها ما يستطيع ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ
نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة: 286]، ﴿فَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16]، هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى؛ لأن
الفعل أصعب من الترك.
وتصديقه فيما أخبر عليه الصلاة والسلام:
لأنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ﴾ [النّجْم: 4]، فكل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الأحاديث يجب تصديقها، ويجب العمل بها، في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والآداب.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7288).