تصديقه فيما أخبر: فالذي
يشك فيما صح في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بمؤمن، فالمدار على صحة
الخبر، فإذا صح الخبر وجب الإيمان به من غير شك ولا ريب، فالذين يشككون في بعض
الأحاديث الصحيحة -التي في البخاري، أو في مسلم، أو في الصحاح-؛ يشككون فيها لأنها
لا توافق عقولهم؛ فهؤلاء ليسوا بمسلمين ما داموا على هذه العقيدة؛ لأنهم لم يسلموا
للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يصدقوه، ويخشى عليهم في هذا؛ فهم يقولون: إنها
تخالف العقل، تخالف كذا وكذا !! قال تعالى: ﴿فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ
لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ
تَسۡلِيمٗا﴾ [النساء: 65].
فأحاديثه حاكمة على العقل، والعقل لا يحكم عليها، والقاعدة أن النقل الصحيح
لا يخالف العقل الصريح، فإن اختلفا فلا بد:
-
إما أن النقل غير صحيح.
-
و إما أن العقل غير صريح.
والعقول لا تطلع على كل شيء؛ لها محدودية ولها طاقة لا تحمل كل شيء.
فالواجب التسليم والإيمان بما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من غير شك ومن غير
ارتياب، ويجب اتهام العقول القاصرة؛ هذا هو الإيمان، أما الذي لا يؤمن إلا بما
يصدقه عقله وتصوره؛ فهذا ليس بمؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بأخباره، وإنما
هو متبع لهواه فإن ﴿فَإِن لَّمۡ
يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ
أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [القصص: 50].