واجتناب ما نهى عنه وزجر:
كما أنك تطيعه فيما أمر؛ فإنك تجتنب ما نهاك عنه، قال تعالى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحَشر: 7].
توعد المخالفين لما نهى عنه، توعدهم بالعذاب والعقوبة فقال: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] -نسأل الله العافية-، فاجتناب ما نهى عنه
وزجر عنه؛ فأكد ذلك وغلظ فيه.
وألا يعبد الله إلا بما شرع:
هذا من حقوقه صلى الله عليه وسلم، فما لم يشرعه الرسول من العبادات فهو
بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل بدعة مردودة.
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌ» ([1])، وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌ» ([2])، وقال عليه الصلاة
والسلام: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]).
فليس في البدع شيء حسن؛ وفي هذا رد على من يقول: هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة! فيقسمون البدع، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، ولهذا نقول: لا، ليس كل بدعة ضلالة! هناك بدع ليست بضلالة!! فهذا رد على الرسول صلى الله عليه وسلم، فالبدع كلها سيئة وليس فيها شيء حسن.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).