×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 واجتناب ما نهى عنه وزجر:

كما أنك تطيعه فيما أمر؛ فإنك تجتنب ما نهاك عنه، قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحَشر: 7].

توعد المخالفين لما نهى عنه، توعدهم بالعذاب والعقوبة فقال: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63] -نسأل الله العافية-، فاجتناب ما نهى عنه وزجر عنه؛ فأكد ذلك وغلظ فيه.

وألا يعبد الله إلا بما شرع:

هذا من حقوقه صلى الله عليه وسلم، فما لم يشرعه الرسول من العبادات فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل بدعة مردودة.

قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌ» ([1])، وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌ» ([2])، وقال عليه الصلاة والسلام: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3]).

فليس في البدع شيء حسن؛ وفي هذا رد على من يقول: هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة! فيقسمون البدع، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، ولهذا نقول: لا، ليس كل بدعة ضلالة! هناك بدع ليست بضلالة!! فهذا رد على الرسول صلى الله عليه وسلم، فالبدع كلها سيئة وليس فيها شيء حسن.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).