×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

لابد من أن تقف عند حق الله فلا تجعله لعبده، وتقف عند حق العبد فلا تجعله لله:

لا تَجْعَلُوا الحَقَّيْنِ حَقًّا وَاحِدًا **** مِنْ غَيْرِ تَمْييزٍ وَلا فُرْقَانِ

فهو عبد الله ورسوله، يحترم ويوقر، وقد ذكر الحقين في هذه الآية ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٨لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٩ [الفتح: 8، 9].

﴿وَتُعَزِّرُوهُ: هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم، يعني: توقروه.

﴿وَتُسَبِّحُوهُ: هذا لله صلى الله عليه وسلم.

فاعرف ما هو من حق الله، واعرف ما هو من حق الرسول صلى الله عليه وسلم، وميز بينهما؛ كما ذكرهما في قوله: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ [التوبة: 59]، فالحسب لله، والإيتاء لله وللرسول، والرَّغَبُ إلى الله وحده.

ففرِّق بين حقوق الله وحقوق الرسول، ولو ذُكرت في آية واحدة، وميَّز بينها ولا تخلطها وتجعل هذا لهذا.

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا: محبته عليه الصلاة والسلام غاية المحبة:

تجعله أحبَّ إليك من نفسك، ومن ولدك، ووالدك، والناس أجمعين.

قال صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).