فيلزم العمل به والتمشي
عليه، ومن قال: ليس عليه دليل، نقول: بل عليه دليل، فالله جل وعلا يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾، والنظام الذي جعله ولي الأمر وليس فيه معصية؛ نسير
عليه طاعة لولي الأمر ولمصلحتنا فيه؛ الدرء الأخطار عنا؛ فهو يدخل في اتخاذ
الأسباب النافعة التي أمر الله باتخاذها.
السؤال: هذا من سوريا ويقول: ما نصيحتكم لنا في هذه الفتنة؟.
الجواب: نصيحتنا لجميع المسلمين وقت الفتن:
أولا: بالابتعاد عن الفتن -مهما أمكن-؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم لما سأله
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن الفتن إذا أدرك وقتها ماذا يعمل، قال: فما تأمرني
إن أدركني ذلك؟ قال: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ
الْمُسْلِمِينَ؛ وَإِمَامَهُمْ»، قال حذيفة رضي الله عنه: فإن لم يكن لهم
جماعة ولا إمام؟ قال: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ
الْفِرَقَ كُلَّهَا؛ وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ
الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذلك» ([1]).
ثانيًا: على المسلم القيام بالإصلاح بين المسلمين، قال تعالى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ﴾ [الحجرات: 9].
السؤال: عندما أعرف أن رجلاً مبتدعٌ ومتلبسٌ ببدعة الخروج على الحكام، والخوض في
الأحزاب، هل يجوز لي أن أطلب العلم على يديه؟.
الجواب: لا تطلب العلم عنده؛ بل اطلب العلم عند المستقيمين المعتدلين، وهم كثير -ولله الحمد-، فلن تعدم من تتعلم عليه منهم؛
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).