ولو أن ترحل إليه، ﴿وَمَا
كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ
فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ
قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة: 122].
السؤال: أحسن الله إليكم، من منهج السلف الصالح الرجوع إلى كبار العلماء، ولكننا
نجد من بعض الكبار شدة، فنخشى من سؤالهم والجلوس إليهم، فما واجبنا في هذا؟.
الجواب: لا بد أن تجلس على أهل العلم؛ لا سيما كبار أهل العلم، وتأخذ عنهم العلم،
لا بد من هذا، ولا تنفر عنهم بهذا الكلام وأنهم من المتشددين ! فهذا من الشيطان
ومن وساوس الشياطين، فاتركها، وإذا أردت الحق فالله يوفقك له، وينفعك بما تأخذ عن
العلماء، أما إذا أسأت الظن بهم ووصفتهم بالتشدد؛ فإنك تحرم من علمهم؛ لكن اصبر
وتأدب معهم ولا تصفهم بما ينفر عنهم؛ فهذا من دسائس شياطين الجن والإنس.
السؤال: أحسن الله إليكم، فئة لزمت منهج السلف الصالح في السمع والطاعة، ولكنها
تزهد الناس في كلام العلماء، ومنهم من يطعن في سلف الأمة شيخ الإسلام ابن تيمية،
فما توجيهكم لهؤلاء؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب: العلماء من ولاة الأمور، فأولو الأمر هم: العلماء، والأمراء، ﴿أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59]، فتلزم طاعتهم، وتثني عليهم، وتدعو لهم، وتنصح من ينال منهم، وتذب عن أعراضهم؛ كما في الحديث: «مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ الله عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1931)، وأحمد رقم (27536).