×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 أي: على علم، والعلم لا يحصل إلا بالتعلم، والتعلم لا يكون على أيدي العلماء المؤهلين، فالأمور لها ضوابط، فأنتم باجتماعكم ما جئتم إلى هذه البلاد يحدو كم سلطان بسوطه ويجبر كم على المجيء، ما جئتم تريدون عرا من الدنيا، ولا طمعا من مطامع الدنيا، ما جئتم إلا لطلب العلم الذي به حياتكم وحياة بلادكم وحياة قلوبكم، فأنتم على خير، ﴿فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ؛ هذا هو هدفكم، التفقه في الدين، ﴿وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ، فليست مهمة الإنسان أنه يتعلم ويكتم العلم في نفسه، بل ليبلغ هذا العلم، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» ([1]).

والتبليغ على قسمين:

تبليغ النصوص، وذلك بتحفيظ القرآن، وتحفيظ الأحاديث.

وتبليغ المعاني، فلا يكفي تبليغ النصوص؛ بل هذا هو الأصل، وهذا هو السبب، ولكن تبليغ المعاني -أيضًا- بشرح فقهها للناس وما تدل عليه، هكذا التبليغ، «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً».

أنتم -والحمد لله- جئتم لهدف نبيل، ولغرض جليل، وإذا علم الله من قلوبكم صلاح النية؛ أعانكم ووفقكم، ﴿وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ، فلا يرجع الإنسان إلى بلاده ويكون منزويًا، وعلمه مكنون في صدره، بل لينشره في الناس، ﴿وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ، سترجعون إلى بلادكم -إن شاء الله- على خير وبسلامة الله، ولكن انشروا ما تحملتم من هذا العلم ولو كان العلم قليلاً،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3461).