×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 المهم أن يكون علمًا صحيحًا، ولو كان قليلاً ينفع الله به ﴿لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ [التوبة: 122]، أما من تحمل هذا العلم ولم يحمله؛ فإنه شبيه بمن قال الله جل وعلا فيهم: ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [الجُمُعَة: 5]، اليهود تعلموا العلم، فعندهم علم، ولكن ليس عندهم عمل ولا تعليم، وإنما يعلمون الضلال، ولا يعلمون الذي تحملوه من التوراة والإنجيل، وإنما يعلمونهم الشبهات والظلمات؛ لأنهم لا يرغبون في هداية الناس، اليهود لا يرغبون في هداية الناس، والنصارى عندهم دعوة إلى دينهم، ولكنهم على جهل، ليس لديهم علم، والدعوة بدون علم فساد وليست إصلاحًا، النصار عندهم دعوة، وينفقون الأموال في دعوة الناس إلى دينهم، ولكنهم ليس عندهم علم، بل على جهل وضلال، أما هذه الأمة -ولله الحمد- فهي أمة الخير، وأمة النصح للعالم، فينشرون هذا الدين على بصيرة، وعلى علم، وعلى نية صالحة، فيجعل الله على أيديهم الخير الكثير.

تعلمون ما يرسله النصارى من الإرساليات وإنفاق الأموال، ولكن لا أثر لدعوتهم، ومن دخل في دينهم لا يلبث أن يتركه؛ لأنه ليس هو الدين الصحيح، وإنما هو دين مزيف، فإذا دخل فيه من دخل ورأى ما فيه؛ رفضه وتركه.

أما هذا الدين الإسلامي؛ فإنه دخل في القلوب دخولاً صحيحًا؛ فلن يرتد صاحبه أبدا، وإنما يرتد من كان إيمانه ضعيفًا أو من لم يتمكن العلم من قلبه؛ ولهذا تجدون هذا الدين يدخل القارات، ويدخل الناس فيه بدون دعوة، وإنما رغبة، إذا سمعوا هذا القرآن ورأوا هذا الدين،


الشرح