فالهدى هو العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح، والرسول صلى الله
عليه وسلم بعث بهما، بالعلم والعمل، هذا منهج المسلمين من كل أمة، ومن كل جيل،
العلم النافع والعمل الصالح، وما عدا هذا المنهج فهو إما منهج المغضوب عليهم، أو
منهج الضالين؛ ولهذا يقول بعض السلف: «من
فسد من علمائنا ففيه شبة من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى».
فاليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون، وكل من اتسم بهذه السمة -سواء سمة
اليهود أو النصارى-؛ فإنهم خارجون عن منهج الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وإن مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثنا عليه: الاجتماع على
الحق، وعدم التفرق.
قال صلى الله عليه وسلم: «أَوصِيكُمْ
بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ والطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّهُ
مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاََفًا كَثيِرًا، فَعَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا
بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةُ» ([1]). وفي رواية: «وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ في النَّارِ» ([2]).
هذا ما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالاجتماع رحمة، والفرقة عذاب، وكما يقولون: الإنسان مدني بالطبع، فالاجتماع كما هو واجب ديني، فهو ضرورة في الحياة، ولا اجتماع إلا بإمامة،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).