ولا إمامة إلا بسمع وطاعة،
كما قال الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم **** ولا سراة إذا
جُهالهم سادوا
تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت **** فإن تولَّت
فبالأشرار تنقاد
هذا هو المنهج الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالاجتماع
رحمة، والاختلاف عذاب، كما قال جل وعلا في آخر سورة «هود»: ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ
لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨إِلَّا
مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ
جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ١١٩﴾ [هود: 118- 119]،
فمن رحمه الله فإنهم لم يختلفوا، فالرحمة في الاجتماع، وأما الاختلاف والفرقة فهي
عذاب وشقاء في الدنيا والآخرة؛ ولذلك الله جل وعلا شرع لنا ما يربينا على
الاجتماع من العبادات:
- الصلوات الخمس في اليوم والليلة مع الجماعة، تصليها مع الجماعة في
المساجد.
- الجمعة، كل أهل البلد يجتمعون في مسجل واحد مع الإمكان، أو في مساجد عند الحاجة،
واجتماع سنوي وهو الاجتماع لصلاة العيدين.
- اجتماع أكبر، وهو الاجتماع السنوي في الحج إلى بيت الله الحرام،
يجتمع المسلمون من أقطار الأرض، يجتمعون في صعيد واحد في عرفات، وفي مزدلفة
ومِنًى، وحول الكعبة وفي المشاعر، يؤدون عبادة واحدة، ويطوفون حول بيت الله عز وجل؛
جماعةً واحدة.
هذا كله تربية على الاجتماع بين المسلمين وعدم التفرق، والاجتماع إذا كان
ضرورة للبشرية فإنهم إذا اجتمعوا؛ لا بد أن يحصل بينهم من سوء تفاهم، ويحصل اعتداء
من بعضهم على بعض،