×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عبارة جميلة، يقول: «لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته»، هذه سنة كونية، فلا شك أن اتخاذ الإمامة، والسمع والطاعة أنه ضرورة، فلا اجتماع إلا بأمن، ولا أمن إلا بإقامة إمام يقيم العدل والأمن، ويقيم الحدود، يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويأخذ على يد الظالم، وينصر المظلوم، هذا لا يكون إلا بيد ولي الأمر، فلا بد من السمع والطاعة، فلا يتحقق ولي أمر للمسلمين إلا بالسمع والطاعة والصبر عليه ومعه، وله صلاحيات جعلها له الشارع من إقامة الجهاد في سبيل الله، والغزو معه، وتحت رايته، فلا جهاد إلا بإذنه.

وأما التفرق والاختلاف فهذا شر على المسلمين، ووباله على المسلمين، كما تشاهدون الآن من الثورات التي حصلت، ما نتائجها؟ وماذا أثرت؟ تشاهدون لهذا اليوم، ولهذا أكبر شاهد على لزوم الجماعة، والسمع والطاعة لولي الأمر وتحت ظله؛ لأن الله يدفع به ما يضمن للمسلمين أمنهم واستقرارهم، ولهذا أمر ضروري؛ ولهذا يُحذر من كيد الجماعات والاتجاهات والفكريات التي تُشتت المسلمين، ليس لنا منهجٌ نسير عل وليس لنا فكر نعتمد عليه، إلا في كتاب الله، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، قال الله جل وعلا: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ [التوبة: 100].


الشرح