×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 وهي الدروع، ﴿أَنِ ٱعۡمَلۡ سَٰبِغَٰتٖ وَقَدِّرۡ فِي ٱلسَّرۡدِۖ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ١١وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ ١٢يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ ١٣ [سبأ: 11- 13]، فسمَّى العمل الصالح؛ سماه: شكرا لله عز وجل، وهذا يدل على أن العمل السيئ الذي ينتج من المال؛ كفتح المحلات الفاسدة، المنتجات الفاسدة، الأسفار المحرمة، الشهوات المحرمة التي ينفق الأموال فيها؛ هي كفر لنعمة الله سبحانه وتعالى.

وقد ضرب الله لنا مثلاً بقوم «سبأ» في اليمن، فقال: ﴿لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإٖ، وهي قبيلة في اليمن، ﴿فِي مَسۡكَنِهِمۡ ءَايَةٞۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٖ وَشِمَالٖۖ كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥۚ بَلۡدَةٞ طَيِّبَةٞ وَرَبٌّ غَفُورٞ [سبأ: 15] بلدة طيبة، لأن فيها واديًا كبيرًا، وقد عملوا له سدًّا يجمع السيول ثم يصرفونها على مزارعهم ومنتجاتهم، فذكرهم الله بهذه النعم: جنتان عن يمين الوادي، وعن شمال الوادي، تثمران الثمرات الكثيرة، ﴿فَأَعۡرَضُواْ، عن شكر الله عز وجل، وعن أمر الله، وكفروا نعمة الله وبطروا، ﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ، سلط الله على هذا السد جرذانا ينقب في هذا السد وهم لا يشعرون، حتى خرقه فانهار السد، وسالت المياه عليهم، وعلى ديارهم، وعلى مزارعهم، فأصبحت كأن لم تكن، ﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سَيۡلَ ٱلۡعَرِمِ بسبب انهيار السد الذي نمت عليه هذه المزارع وتنوعت به هذه الثمار، فسلط الله عليهم جدًا ضعيفًا فنقبه.


الشرح