×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

ليس لله فضل في ذلك، أنا حصَّلته بكدي وكسبي وخبرتي بالصناعات وخِبرتي بالتجارة، ولم يقل: هذا من الله، قال: أنا مستحق له عند الله، وليس بفضل من الله، بل أنا مستحق له على الله، لهذا حقي، كما يقوله كثير من الناس: هذه حقوقنا، ولا يقولون: لهذا فضل من الله سبحانه وتعالى، ومنٌّ من الله، فيحمدوا الله على ذلك، وينظروا إلى من حولهم من الفقراء والمساكين، بل هناك من ينسب لهذا إلى كده وكسبه وحِيَلهِ وغير ذلك، وظيفته، خبرته، شهاداته، إلى غير ذلك، لا؛ بل هذا من الله عز وجل، وإلا فقد يكون غيرك أحذق منك وأعرف منك، ولكن الله ابتلاك، وامتحنك بهذا المال وهذه النعمة، فاشكر الله عليها.

الركن الثالث من أركان الشكر:

صرفها في طاعة الله جل وعلا، في طاعة المنعم:

فلا تصرفها في المحرمات، في الإسراف في التبذير، في الأسفار إلى البلاد الكافرة للشهوات المحرمة، بل يصرفها في طاعة الله عز وجل، ولا تصرفها في فتح المحلات التي تنتج الشرور، تنتج المعازف والخمور والمزامير، وتنتج الأغاني والأفلام الماجنة، وتنتج الآثام والمحلات التي لا تنتج إلا الشر، وتفتح على الناس باب شر، فلا تنشر الشر بمصانعك ومحلاتك، هذا من كفر النعمة، وهو الكفر بالعمل.

الله جل وعلا قال لنبيه داود عليه السلام -لما علَّمه ما علَّمه من صنع الدروع وألان له الحديد، وأعطاه من الملك ما أعطاه-، قال له: ﴿ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ [سبأ: 13]، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُۥ وَٱلطَّيۡرَۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلۡحَدِيدَ ١٠أَنِ ٱعۡمَلۡ سَٰبِغَٰتٖ وَقَدِّرۡ فِي ٱلسَّرۡدِۖ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ١١ [سبأ: 10- 11]


الشرح