×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

والأركان الثلاثة هي:

الركن الأول: التحدث بها باللسان:

التحدث بنعمة الله باللسان وذكر النعمة؛ لأجل القيام بشكرها، قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ، لما عدَّد نعمه عليه: ﴿أَلَمۡ يَجِدۡكَ يَتِيمٗا فَ‍َٔاوَىٰ ٦وَوَجَدَكَ ضَآلّٗا فَهَدَىٰ ٧وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ ٨فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ ٩وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ ١٠وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ ١١ [الضحى: 6- 11]، أي: اذكر نعمة الله، ﴿ي يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ [البقرة: 40]؛ فلا تضف النعمة إلى غير الله، لا تضفها إلى نفسك ولا إلى أحد، بل الله هو المتفرد بهذه النعمة التي وصلت إليك فاشكرها، بأن تتحدث بها بلسانك، واذكرها بلسانك، ولا تقل: هذه من فلان وعلان، بل قل: هذه من الله.

الركن الثاني: الاعتراف بها باطنا في القلب:

لأن هناك من يذكر النعمة، ويحمد الله بلسانه، ولكنه لا يعترف أنها من الله سبحانه وتعالى؛ بل يرى أنها بحوله وقوته وجهده وكده وعمله وحذقه، كما قال قارون لما ذكَّره قومه -وقد آتاه الله من الخزائن والأموال الشيء العظيم-، قال تعالى: ﴿وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ، أي: الجماعة لا يستطيعون حمل مفاتيح الخزائن من كثرتها، ﴿ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ يعني فرح الأشر والبطر والتكبُّر، ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوٓأُ بِٱلۡعُصۡبَةِ أُوْلِي ٱلۡقُوَّةِ إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ ٧٦وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٧٧، ماذا كان جواب هذا المسكين؟ ﴿قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ [القصص: 76 -78].


الشرح