صالح؛ ذكر قومه بنعمة
الله، قال: ﴿أَتُتۡرَكُونَ فِي
مَا هَٰهُنَآ ءَامِنِينَ ١٤٦فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ ١٤٧وَزُرُوعٖ وَنَخۡلٖ طَلۡعُهَا
هَضِيمٞ ١٤٨وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا فَٰرِهِينَ ١٤٩فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَأَطِيعُونِ ١٥٠وَلَا تُطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ ١٥١ٱلَّذِينَ يُفۡسِدُونَ
فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يُصۡلِحُونَ ١٥٢قَالُوٓاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِينَ
١٥٣﴾ [الشعراء: 146- 153]، أي: أنت مسحور، ﴿فَأۡتِ بَِٔايَةٍ﴾، يعني: معجزة، ﴿مَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا
فَأۡتِ بَِٔايَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ١٥٤قَالَ هَٰذِهِۦ نَاقَةٞ لَّهَا
شِرۡبٞ وَلَكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ ١٥٥وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ
عَذَابُ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ١٥٦فَعَقَرُوهَا فَأَصۡبَحُواْ نَٰدِمِينَ ١٥٧فَأَخَذَهُمُ
ٱلۡعَذَابُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ ١٥٨﴾ [الشعراء: 154-
158]، قال تعالى فيهم: ﴿فَتِلۡكَ
بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ﴾ [النمل: 52]، لم تُسكن من بعدهم إلا قليلا، بيوتُهم إلى
الآن خاوية في الجبال منحوتة في الجبال، ديار ثمود التي تسمى «مدائن صالح»، أبقاها الله عبرة لمن يعتبر، وقال القريش: ﴿وَإِنَّكُمۡ لَتَمُرُّونَ عَلَيۡهِم
مُّصۡبِحِينَ ١٣٧وَبِٱلَّيۡلِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ١٣٨﴾ [الصافات: 137-
138]، كان أهل مكة إذا ذهبوا إلى الشام يمرون على هذه الديار، ولا يتعظون بها، ولا
يتذكرون ما حل بأهلها، وكذلك الآن تتخذ لهذه البيوت مفخرة ومزارات للسياحة لا
للاعتبار والاتعاظ، والنبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤلاء الْمُعَذَّبِين إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا
بَاكِينَ؛ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ» ([1]).
وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله ومنَّ به على هذه الأمة الأمية المنبوذة في الأرض، لما أرسل الله لهم هذا الرسول الكريم، قال سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم﴿لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ ١إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ ٢﴾ [قريش: 1-2]، يرحلون في الشتاء إلى اليمن للتجارة،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4420)، ومسلم رقم (2980).