×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 وينسب إليها ما هي براء منه؛ هذا هو الإرهابي؛ فما عليه الفرق الضالة ينسبه إلى مذهب أهل السنة! ينسبه إلى الدرر السنية! فهذا كذب وافتراء، هذا يريد أن يبطل الدعوة إلى الله عز وجل، وأن يحرفها إلى ما يريده هو من تضليل الناس، وتزهيدهم في منهج السلف، لا نجاة إلا بمذهب السلف.

قال الإمام مالك رحمه الله: «لا يُصلِح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها».

وهذا كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تَفَتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]).

هذا هو المنهج الصحيح والمنهج السليم، وهو ما في «الدرر السنية في الأجوبة النجدية»، إنها أجوبة عن أسئلة تطلب بيان الحق من الباطل والهدى من الضلال، وما ذنب «الدرر السنية» عند هؤلاء؛ إلا أنها تخالف منهجهم الباطل وتحذر منه.

السؤال: أحسن الله إليكم، هل الدعاة الذين ينادون بالخروج على حكام المسلمين وينادون بالمظاهرات والاعتصامات، هل هم داخلون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّم» ([2])؟

الجواب: لا شك أن الذين يريدون الفتنة بالمسلمين، ويريده الثورات على ولاة الأمور، ويريدون تفريق الكلمة؛ هؤلاء دعا على أبواب جهنم بلا شك، فالله جل وعلا أمر بلزوم الجماعة، وأي بالسمع والطاعة،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2641).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (7084)، ومسلم رقم (1847).