وأمر بجمع الكلمة؛ لأن هذا
هو سبب النصر من الله سبحانه وتعالى، وأما التفرق والتخاذل، وتفريق جماعة
المسلمين، والنهي عن السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين، فهو من أسباب الفتنة،
وفتح الأبواب الفتنة والشر، فلا نستمع لمثل هؤلاء.
السؤال: أحسن الله إليكم، كثر الدعاء إلى الجهاد في بعض بلاد الإسلام، فهل ما يحصل
اليوم في العراق وسوريا من الجهاد الشرعي؟ وكيف نفرق بين الجهاد الشرعي والجهاد
البدعي؟
الجواب: فرَّق النبي صلى الله عليه وسلم بين الجهاد الشرعي وغيره، فقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ
كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ في سَبِيلِ الله عز وجل » ([1])، ولا بد أن يكون
الجهاد تحت قيادة ولي الأمر أو من ينيبه، فلا يصلح الجهاد فوضى وبدون راية يعقدها
ولي أمر المسلمين، هذا فوضى، وهذا فتنة، وشرور، فأي قتال ليس تحت راية ولي أمر
المسلمين؛ فإنه فتنة وليس جهادًا.
السؤال: أحسن الله إليكم، اشتهر بعض الدعاة عندنا عبر المحاضرات والأشرطة ووسائل
التواصل الاجتماعي، وعنده مخالفات في السنة والعقيدة في دعوته، فإذا رددنا عليهم
باطلهم بالحجة والبرهان قالوا: هذا داعية إلى الله، وقدم للإسلام ما لم تقدموا
أنتم، فلم تنتقدونه؟
الجواب: عليكم بالمضي في سبيل الدعوة إلى الله، ولا تلتفتوا إلى من يخذل، ولا من يرجف ولا من يضاد كم، فلا تلتفتوا إليه، بل امضوا؛ فأنتم لم تأتوا لرضا الناس، وإنما جئتم لرضا الله سبحانه وتعالى،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (123)، ومسلم رقم (1904).