وكذلك من ناحية الوقت: لا يعجّل بالإقامة حتى يفوت الصلاة على القادمين إلى
المسجد، ولا يؤخر الصلاة فيشق على الحاضرين الذين ينتظرون الصلاة.
والنبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
رَآهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ وَإِذَا رَآهُمْ قَدْ أَبْطَئُوا أَخَّرَ» ([1])، رفقًا بهم، فيكون
الإمام مراعيا لأحوال المأمومين، وإذا حصل من أحدهم خطأ فإنه ينبهه بكلمة عامة،
وقد يوجه بكلمة خاصة به فيقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا؟ وهم حاضرون، وأحيانا
يوجه الشخص بعينه كما حصل لأبي بكر رضي الله عنه لما جاء المسجد والنبي صلى الله
عليه وسلم في الركوع وكبَّر تكبيرة الإحرام وهو يمشي؛ ثم دبَّ وهو راكع ودخل في
الصف، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ فَعَلَ هَذَا؟»، فقال: أنا، قال: «زَادَكَ الله حِرْصًا وَلاَ تَعُدْ» ([2]).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نُودِيَ بَالصَّلاَةِ، فَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» ([3])، وفي رواية: «فَاقْضُوا» ([4])، فهو صلى الله عليه وسلم يوجه الإمام ويوجه المأمومين، مما يدل على أهمية التوجيه في صلاة الجماعة، فليست المهمة أن يصليَ بهم ولا يلاحظ ما يقع منهم، ومن بعضهم من الخلل، بل يبادر بالتوجيه، ولا يدخل في الصلاة حتى يتفقد الصفوف خلفه، ويحث على تعديل الصفوف وإتمامها وسد الفرج، ويقول: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ» ([5])، والرسول صلى الله عليه وسلم يهتم اهتمامًا بالغًا بصلاة الجماعة،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (646).