ويوجه المأمومين ويوجه الإمام؛ حتى يكون اجتماعهم في الصلاة مفيدا لهم، ومربيا لهم، فالإمام عليه مسؤولية نحو جماعته.

كذلك الإمام عليه أن يلقيَ الدروس على المأمومين، فإن كان من العلماء فإنه يشرح لهم الأحكام الشرعية التي يحتاجون إليها، وإن كان ليس فقيهًا، وإنما هو قارئ فقط؛ فإنه يقرأ عليهم من كتب أهل العلم مثل «رياض الصالحين» للنووي، ومثل «الترغيب والترهيب» للمنذري، و«تفسير ابن كثير» إذا كان في الوقت متسع، يتخولهم ويتعاهدهم بالنصيحة، ولا يكرر عليهم في كل صلاة، وإنما بين فترة وأخرى لئلا يملوا، فكان صلى الله عليه وسلم يلقى النصائح والتوجيهات والمواعظ بين فترة وأخرى، وكذلك الإمام من بعده بهذه المهمة حتى يتتلمذ عليه جماعته، ويستفيدوا منه في صلاتهم وفي معاملاتهم وفي سائر عباداتهم يتعلمون منه.

المساجد دُور علم، المساجد دور عبادة، المساجد دور اجتماع للمسلمين، على الخير تربط بينهم، ما رأيكم لو أن المسلمين لم يشرع لهم صلاة الجماعة؛ كل يصلي في بيته أو في أي مكان يريده، ولا يجتمع بإخوانه، ماذا تكون أحوال المسلمين؟ لا يتعارفون ولا يتألفون وإنما كل منعزل عن الآخر، فالغرض من صلاة الجماعة ومن الإمامة والائتمام؛ هو التعاون على البر والتقوى، هذا من ناحية.

الناحية الثانية: وهي مهمة طرد الشيطان عن أن يوسوس فيما بينهم، ويحرض بعضهم على بعض، ويوقع بينهم القطيعة والوحشة.

صلاة الجماعة واجب عظيم من واجبات الدين، فيها خير كثير للأمة، يجتمعون في اليوم والليلة خمس مرات لأداء صلاة الجماعة،

---

الشرح