×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ودين الله كما في الحكمة والمثل: دين الله بين الغالي والجافي، ولا يستمر إلا الوسط، قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ [البقرة: 143]؛ فالبقاء للوسط، وأما الأطراف فإنها عرضة للزوال، والتطرف هو إما تطرف في جفاء أو في غلو، وإما تطرف في التساهل والانفلات، هذا لا يبقى ولا يستمر، إنما يبقى الوسط دائمًا وأبدًا، ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ فهي شهيدة على الأمم، ومعلوم أن من شروط الشهادة: العدالة، فهذه الأمة فيها العدالة التي هي من شروط صحة الشهادة.

فمهمتكم أن تحمُوا هذه الدعوة، وأن تتعلموها أولاً، ثم أن تحموها من شبهات المضللين، ومن كيد الجاهلين، ومن غلو الغالين أيضا؛ لأنه -وكما تعلمون- قد يتسمى بهذه الدعوة من ليس من أهلها كالدواعش، ويكون هذا جناية عليها، أنتم تعلمون من يتسمون الآن بأنهم على دعوة الشيخ، وهم ليسوا على دعوة الشيخ، فالشيخ منهم برئ، ودعوته بريئة منهم؛ لأنهم يخالفونها، فإذا عرضت مذهبهم على دعوة الشيخ، وجدت الفرق واضحا بينها وبين ما يلصق بها، فهذه الدعوة لم تقم على طمع سياسي، ولا على طمع مادي، وإنما قامت على التوحيد الخالص الله عز وجل، من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن الله لها البقاء؛ لأنها وسط بين الغالي والجافي، ولأنها حق، فالحق يبقى، والله جل وعلا يقول: ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا [الإسراء: 81]، فالحق يبقى، والباطل يزهق، وقال تعالى: ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ [الأنبياء: 18]،


الشرح