لا أقول دعوة الشيخ فقط،
بل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الشيخ إنما سار على ما ثبت عن الله
ورسوله في القرآن والسنة، وكل من تمسك بهذا نصره الله وأعزه، وكل من حاد عنه أهلكه
الله وأنه أثره، ولا يبقى إلا الحق، ولا يبقى إلا الصحيح، لكن الحق قد يبتلى
ويمتحن، ثم يظهر بعد ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله:
والدينُ منصورٌ وممتحنٌ **** فلا تعجب فهذه سنةُ
الرَّحمنِ
وفي الختام أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، والتعلم الصحيح لهذه الدعوة،
وهذا موجود بأيديكم، وفي مقرراتكم التي في أيديكم، أقرؤوها وتمعنوا فيها يظهر لكم
ما فيها من الحق ومن النور ومن البركة؛ لأنها مقررات اختارها لكم أئمة الدعوة عن
خبرة ومعرفة بها، فعليكم بالعناية بمقرراتكم، تفهموها وتعقلوها، ثم قوموا بها؛ لأن
الإنسان لا يكفيه أن يتعلم في نفسه، وان يعرف الحق لنفسه ويكفي، لا، لا بد أن يقوم
بالدعوة إلى الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا
مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا
يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24]. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
عند هذه الآية: «فَالصَّبْرُ وَالْيَقِينُ
بِهِمَا تُنَالُ الإِْمَامَةُ فِي الدِّينِ».
الصبر على ماذا؟ على الابتلاء والامتحان، لا بد من الصبر، فيصبر لأنه على حق مهما أصابه؛ فليعلم أنه على حق، وأن الشدة تزول، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَإِنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» ([1])، الابتلاء والامتحان جرئ على من قبلنا،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2803)، والطبراني في الكبير رقم (11243).