فأتباع الرسول صلى الله
عليه وسلم يدعون إلى الله على بصيرة، وعلى علم وعلى معرفة، ولا سيما بالعقيدة.
فأمر العقيدة التي هي أساس هذا الدين، وهي التي يجب أن يبدأ بها في الدعوة
إلى الله، كما بدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما بدأ بها الدعاة
المخلصون من بعده، فأول ما يبدأون بالعقيدة وبيانها للناس وتوضيحها لهم، حتى
العوام يلقنون هذه العقيدة؛ وبمختصر يلقنون إياه ويحفظونه؛ حتى يكونون على علم من
عقيدتهم، ومن أراد أن يتزود ويتوسع فكتب العقيدة -ولله الحمد- كثيرة ومبسوطة.
فهذه العقيدة مخدومة ولله الحمد، ولكن تحتاج إلى حَمَلَة، وتحتاج إلى من
يتعلمها، وتحتاج إلى من يدعو إليها على بصيرة، وتحتاج إلى من يبينها للناس؛ لأنها
هي أساس الدين وأساس الملة، وأول ما يسأل عنه العبد في قبره: من ربك؟ إذا كان ليس
لديه علم بالعقيدة فكيف يجيب؟ يقول: «لاَ
أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُون شَيْئًا فَقُلْتُهُ» ([1])، مقلد فقط، لا
يعتقد ولا يدري.
فالواجب علينا أن ننتبه لأمر هذه العقيدة، وأن نُلقنها لأولادنا ومن تحت
أيدينا، وأن يدرسها العلماء في المساجد، وفي المدارس، وفي المجالس، وفي كل فرصة
تسنح، يدعون إليها ويبينونها، حتى يكون الناس على بصيرة من أمر دينهم، وعلى أساس
قوي ومتين.
إن العقيدة هي أمر مهم، فلا يُتساهل بها ولا بتعليمها وبيانها للناس، لأنها هي التي يبنى عليها هذا الدين، وهي أول ما يسأل عنها العبد في قبره، أول ما يوضع في قبره يقولون: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
([1]) أخرجه: البخاري رقم (86)، ومسلم رقم (905).