×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ويتقاتلون فيما بينهم، فلما جاء الله بهذه الدعوة توحَّدت البلاد من حدود الشام إلى حدود اليمن، كلها صارت ولاية واحدة تحت أمير واحد، وأيضًا أنتجت هذه الدعوة حركة علمية، كما تشاهدون الآن ما نتج من هذه الحركة العلمية من مؤلفات عظيمة وقيمة في بيان هذه الدعوة ونشرها، لا كما يقول بعض الجهال والحساد: إن «الدرر السنية» -التي هي من ثمار هذه الدعوة- يقول: إنها تحرض على الفتنة وتحرض على التكفير! وهم كما قال الشاعر:

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد **** وينكر الفم طعم الماء من سقم

فهم يرون كتاب «الدرر السنية» بهذا المنظر السيئ، مع أنها عذب فرات سائغ شرابه بالعلم والعمل والخير، فهي من ثمار هذه الدعوة المباركة، فكيف توصف بهذا الوصف السيئ؟! هذا من سوء الفهم أو من سوء الاعتقاد -نسأل الله العافية-.

إن هذه الدعوة دعوة مباركة، وما زلنا نجني من ثمراتها ونستظل بظلها، وننتفع بها، وهي -ولله الحمد- مقررة بمدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا؛ تنشئ عليها أولادنا، ونعلمهم منهجها، وهذا فضل عظيم على هذه البلاد، بينما البلاد الأخرى -كما تعلمون- تعج بالحزبيات، وتعج بالاختلاف، وتعج بالتفرق، وبالتالي تعج بسفك الدماء... إلى غير ذلك؛ فنحن -ولله الحمد- في ظل هذه الدعوة المباركة التي قامت على الكتاب والسنة؛ نعيش في أمن واستقرار ورغد من العيش.

ولم تقتصر هذه الدعوة على هذه البلاد؛ بل تمددت -ولله الحمد- في البلاد الأخرى، في مصر وفي الهند وفي أفريقيا وفي كل مكان وصلت إليه وتصل إليه؛ لأنها دعوة مباركة، دعوة قامت على الكتاب والسنة، فنية مؤسسها نية صالحة.


الشرح