×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

الحمد لله الآن، لو تسأل أعرابيا في البادية عن العقيدة لأجابك بها بالتفصيل وهو عامي؛ لأنه نشأ على هذا وتربى عليه، فهذه الدعوة -ولله الحمد- دعوة مباركة.

يقول الشيخ رحمه الله: «والعامي من الموحدين يغلب ألفًا من علماء الضلال».

وهذا صحيح، العامي من الموحدين يغلب ألفا من علماء الضلال -وهو عامي-، فكيف بالعلماء الربانيين الذين فهموا هذه الدعوة وقاموا بها وصبروا عليها -ولله الحمد-.

هي دعوة مباركة من كل الوجوه، وهي نعمةٌ وارفةٌ على هذه البلاد وأهلها، فيجب علينا أن نهتم بها، وأن ننشرها كما نشرها أسلافنا، وأن تنشئ أولادنا عليها؛ لأنها ميراثنا؛ فهي الميراث النافع الصحيح، فيها عزنا وفخرنا بإذن الله، وهي حجتنا عند الله سبحانه وتعالى؛ فهي دعوة تحتاج إلى الاهتمام بها.

ذُكر أن عاميًّا من أهل التوحيد خاصم عالما من علماء الضلال، فقال العالم لهذا العامي الموحد: أنتم تحتقرون الأولياء، والله جل وعلا يقول: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [يونس: 62]، ويقول: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ [آل عمران: 169]. فقال له العامي: هل الله قال: «يَرْزُقُون»، أو ﴿يُرۡزَقُونَ؟ فقال العالم: ﴿يُرۡزَقُونَ، قال: إذن أنا أسأل الذي رزقهم أن يرزقني.

فصفاء العقيدة، والنشأة الطيبة، والبيئة الصالحة؛ تجعل العوام يغلبون علماء الضلال.


الشرح