×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

فهذه دعوة مباركة بكل المقاييس، والآن أهلها الأولون قدِموا على الله سبحانه وتعالى، فبقيت المسئولية علينا نحو هذه الدعوة؛ أن نتعلمها وأن نعلمها، وأن نحافظ عليها وأن ننشرها؛ حتى يستفيد منها كل من أراد الله له النجاة.

أنتم تعلمون الآن ما يعج به العالم الإسلامي من الاختلافات ومن التحزبات، حتى آل الأمر إلى سفك الدماء بينهم، وهذه البلاد -ولله الحمد- في ظل وارف وفي أمن واستقرار، وسعة في الرزق ونشر للعلم، هذه كله من الله سبحانه وتعالى، ثم ببركة هذه الدعوة العظيمة.

فواجبنا عظيم؛ أن نحمل هذه الدعوة، وأن نُحمِّلها من بعدنا، وأن نتواصى بها؛ لأنها ميراثنا، ليس الميراث هو المال فالمال يفنى، لكن الميراث الذي لا يفنى هو الدين والصلاح والاستقامة، كما قال تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ [النمل: 16]، والأنبياء لا يورثون، إنما ورثه بالعلم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

فيجب علينا أن نتفقه في هذه الدعوة المباركة.

هناك من يقول: «إن هذه الدعوة تكفيرية»؛ لأن فيها تكفير اهل الضلال وأهل الإلحاد وأهل الكفر، والله قد كفرهم، وهذا القائل لا يكفرهم.

نحن لا نكفر إلا الكفار الذين عندهم نواقض الإسلام، وإنما يتسمون بالإسلام اسما فقط، وهم منحرفون عنه، ولو كان الانحراف في الفروع أو الفقه لهان الأمر، ولكن هذا الانحراف كان في العقيدة، فيجب أن نتنبه لهذا، فالمسؤولية علينا عظيمة، هؤلاء الذين ضلوا وانحرفوا؛ نحن مسؤولون عنهم، لماذا لم نعلمهم؟! لماذا لا ندعوهم؟!


الشرح