×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

نسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة، وأن يبصرنا بحفظها ورعايتها، فإنما الأمر ليس بالانتساب فقط، وإنما بالحقيقة، الله جل وعلا يقول: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38]، فالله لا يضيع دينه، إذا ضل عنه أُناس نقله إلى آخرين، الله جل وعلا لا يضيع دينه، وإنما نحن الذين تضيع إذا تركناه وتساهلنا في ديننا، فنحن الذين تضيع، أما الدين فهو محفوظ، وينقل إلى جهة أخرى ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله، لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1])، فالله لا يضيع دينه، لكن نحن الذين تضيع إذا ضيعنا ديننا.

فعلينا جميعًا أن نتواصى بهذا، وأن نعلمه لأولادنا، ولجيراننا، ولمن نجلس معه، فهو حمل حملنا الله إياه، لا يقول الإنسان: ليس علي إلا من نفسي؛ أنجو بها، ولست مسؤولا عن الآخرين !!

لا.. عليك نفسك، وعليك أن تدعو إلى الله عز وجل. فالحمد لله، نحن نشأنا على هذه الدعوة، وتعلمناها أو سمعناها، فالحجة قامت علينا، والحمل علينا ثقيل، فيجب علينا أن نهتم بهذا الأمر، وأن نقوم به كما قام به أسلافنا، وأن ندعو إليه كل بقدر جهده، والله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ٨ [الزلزلة: 7، 8]، فلا يضيع الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ولا نُلقي بالمسؤولية على غيرنا، كلٌّ عليه مسؤولية بقدره، كل مسلم في هذه البلاد وفي غيرها؛ فإنه محمل هذا الحمل الذي حمَّله الله إياه؛ ويكون المسلم هو قدوةٌ صالحةٌ بنفسه، بعض الناس يدعو إلى الله بنفسه،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3641).