فلا عاصم من هذه الفتن بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلا الكتاب والسنة،
والحمد لله الكتاب والسنة بين أيدينا؛ غضين طرىين كما أنزلا على محمد صلى الله
عليه وسلم، وقد نجا من تمسك بهما ممن كان قبلنا، ولا ينجينا إلا التمسك بهما، ولكن
لا بد من دراسة الكتاب والسنة، وتعلم الكتاب والسنة، والتفقه في دين الله، فلا بد
من التواصي بالحق، والتواصي بالصبر، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ
لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ
بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 1- 3]، فهذه
أربع مسائل:
الأولى: ﴿ءَامَنُواْ﴾
الثانية: ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾.
الثالثة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ﴾.
الرابعة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾.
فهذه مسائل النجاة لمن يريد النجاة من هذه الفتن والشرور والأخطار، هذه
المسائل الأربع هي طريق النجاة حينما تدلهم الفتن وتعظم الخطوب، ففي الكتاب والسنة
منجاة لنا، ونور نسير عليه في طريقنا، ولكن وجود الكتاب والسنة بدون أن نتعلم
منهما هذين النورين لا يفيدنا شيئًا، فلو كان البيت مملوءًا من السلاح ولكن من فيه
جبناء؛ ودخل السارق إلى هذا البيت فتك به وبمن فيه، فلا ينفع وجود السلاح من غير
حامل ومن غير مدافع، فلا بد أن نحمل هذا الكتاب وهذه السنة حملاً صحيحًا ندافع به
هذه الفتن وهذه الشرور.
وهذه الجامعة جامعة الإمام -ولله الحمد- هي المعقل وهي الصخرة التي يتحطم
عليها كل ضلال وكل شبهة وكل حجة داحضة،