فإن هذه الجامعة -ولله
الحمد- تشتمل على علم الكتاب والسنة، وسيرة السلف الصالح، وبيان المنهج السليم،
وأنتم يا طلاب هذه الجامعة وأبناء هذه الجامعة -عدو أنفسكم لتحمّل المسؤولية-،
لمدافعة هذه الشرور المقبلة الي تعصف بهذا الدين وأهله.
فأنتم جنود الإسلام، وحملة العلم، وحملة الشريعة، هيّأتم أنفسكم لمقاومة
هذه الفتن؛ فاستعدوا للمواجهة والمدافعة، ولكن قبل ذلك تسلحوا بسلاح العلم، بسلاح
الحجة والبرهان، بسلاح الإيمان، وبهذه الأمور ستغلبون بها بإذن الله، ولا يقوم لها
قائم أمام هذا السلاح الذي معكم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا
يبقى عدو إلا وانتصرتم عليه بإذن الله، فأنتم هياتم أنفسكم وجعلتم أنفسكم في أعز
مكان وفي أشرف دار من دور التعليم وهي دار الكتاب والسنة، كلية الشريعة، كلية اصول
الدين، كلية اللغة أيا؛ لأن تعلم لغة القرآن الكريم والسنة والنبوية هو تعلم لهذا
الدين ولغة هذا الدين، وكلاهما يساعد الآخر وتكونوا -إن شاء الله- جنوا مسلحين
بالعلم النافع والحجة الدامغة والحجة البالغة، مسلحون بذلك لمدافعة هذه الفتن وهذه
الشرور.
تعلمون اليوم ما تعج به الدنيا من هذه المواقع وهذه الإرساليات التي ترسل
من خلالها من دعاة الضلال ومن حملة الفتنة ومن المتربصين بهذه البلاد خصوصًا؛ أنتم
تعرفون هذا، وإن لم تعرفوا فاعرفوا الآن أنكم أمام أعداء شرسين حاقدين، فإن لم
تواجهوهم بقوة العلم وقوة الإيمان وقوة الحجة فإنهم سينشرون شرهم وسمومهم، فإذا
تخاذلتم أو تساهلتم أو تكاسلتم عن حمل رسالتكم؛ فإن الأمر خطير على هذه البلاد
وأهلها، وأما الدين فإن الله يحميه وينقله من هذه البلاد إلى بلاد أخرى، قال
تعالى: ﴿وَإِن
تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ
أَمۡثَٰلَكُم﴾ [محمد: 38].