وكلها مساجد للإسلام
وللمسلمين إلى أن تقوم الساعة، تتبعها مساجد المسلمين في كل مكان، هذه فرع عليها،
والحمد لله، هذه مساجد الله جل وعلا، ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ
لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، وإنما
يعمرها أهل الإيمان ﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ
أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ
أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ١٧إِنَّمَا
يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ
فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٨﴾ [التوبة: 17، 18]،
فلما كان العمل الصالح لا بد له من أساس وهو العلم النافع، فالعلم النافع لا يأتي
إلا بالتعلم وبالتلقي، فلا يؤخذ من الكتب، ولا يؤخذ من المتعالمين، وإنما يؤخذ عن
أهل العلم، والراسخين في العلم.
فهذا هو الأساس والمنطلق للجميع، أن نحرص على نشر العلم النافع، في مثل هذه
الجامعات، وهذه الجامعة وغيرها من الجامعات إنما أسست لهذا الغرض، لنشر العلم
الديني في الأساس، ثم العلوم الأخرى التي يحتاج إليها المسلمون، المسلمون بحاجة
إلى الطبيب، بحاجة إلى المزارع، بحاجة إلى كل من عنده خبرة في أمور الدين والدنيا،
فلذلك أسست دور التعليم، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين، فالعلم لا
يؤخذ بالتعالم، ولا يؤخذ من المتعالمين ومن الجهال، ولا يؤخذ بمطالعة الكتب، إنما
يؤخذ العلم عن العلماء المعروفين به، وينشر على الآخرين؛ لأنه هو أساس العمل،
وموجه العمل، والقائد للعمل.