فالعلم له مكانة عظيمة في
حياة المسلمين، فلذلك يُهتم به، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ
أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ
سِنِينَ، وَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ في المَضَاجِعِ» ([1])، هذا تعليم عملي
يبدأ من سن التمييز، فالصلاة تحتاج إلى طهارة، والطهارة تحتاج إلى معرفة بأحكامها،
وهذا هو الفقه في دين الله عز وجل، فالدين كله مؤسس على العلم النافع الذي جاءت به
الرسل، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم العلم النافع لا يأتي إلا بالتعلم
والتعلم لا يكون إلا على أهل العلم الراسخين في العلم، المعروفين به، فبذلك يحصل
الخير، وتنمو البركة في المجتمع، والمجتمع الجاهل هذا سرعان ما يتفرق، وسرعان ما
يتطاحن فيما بينه، ولكن إذا كان فيه علماء راسخون فإن هذا مما به المجتمعات،
ويوصلها ويوجهها.
ونحمد الله جل وعلا أن حكومتنا الرشيدة معتنية بهذا الأمر، وعرفت قدر العلم، وفتحت له هذه المدارس، وهذه المعاهد، وهذه الجامعات إدراكًا منها لأهمية العلم، وجعلت له ميزانية ضخمة، كل هذا لمعرفة حاجة المجتمع لهذا العلم، ومعرفتها أن هذا العلم لا يحصل إلا بالتعلم من أهل العلم، فالحمد الله أن وفق حكومتنا لهذا المرفق الهام الذي هو أساس المجتمع ومنطلق الخير، ولكن الشأن فينا نحن، هل يكون عندنا همة، وأن يكون عندنا رغبة لنوجه أبناءنا ونوجه من تحت أيدينا إلى طلب العلم النافع، وتعلم ما يعيننا على مهام الحياة في الدنيا والآخرة، هذا هو المهم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6756).