المستقيم سيبتلى وسيمتحن، وسيُعادى، وسيقال فيه ما يقال من التنفير
والتسفيه، ولكن المسلم يصبر كما قال لقمان لابنه: ﴿يَٰبُنَيَّ
أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ
عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان: 17]، وقال
تعالى: ﴿لَتُبۡلَوُنَّ
فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ
مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ
وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]،
فالأمر واضح -ولله الحمد- وأنتم والحمد لله على مدرجة طيبة في هذه الجامعة
المباركة، مقرراتكم ومناهجكم والذين يدرسونكم من أهل العلم، أنتم على هذا الطريق،
ولكن احذروا أن تزل أقدامكم، وأن يؤثر فيكم دعاة الضلال وأصحاب الشائعات وما
أكثرها، وفي آخر الزمان يكثر الكذب؛ وهو الآن يكثر بواسطة وسائل الإعلان، ووسائل
النشر والبث والتواصل، فظهر ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم، فعلينا جميعًا
أن نعتصم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ
جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ
كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ
إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [آل عمران: 103].
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وأصحابه أجمعين.
**********