×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 سواء في الجامعة، أو على أهل العلم في مجالسهم، فلنحرص على أن نكون من حملة هذا الدين، وأن نكون من الدعاة إليه، وأن نكون قبل ذلك من العاملين به في أنفسنا، فإن هذا طريق النجاة وطريق السعادة، هذا طريق الفلاح، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153]، فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية بالبيان؛ فخط رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ خطا، ثم قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا»، وخط عن يمين الخط وعن شماله خطوطًا، ثم قال: «هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([1])، فمن خرج عن هذا الصراط المستقيم وقع في هذه السبل الشيطانية، فليحرص الإنسان على أن يسير على هذا الصراط المستقيم الذي أمرنا الله أن ندعوه أن يثبتنا عليه في كل ركعة من صلاتنا: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧ [الفاتحة: 6، 7] من هم الذين أنعم الله عليهم؟؛ هم مذكورون في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69]، هذا الصراط المستقيم، وهؤلاء أهله السائرون عليه.

فلتحرص -وفقك الله- وتنظر في موضع قدمك هل هي على هذا الصراط المستقيم، أو هي على غيره من السبل، احرص على ذلك، وانتبه ونبه وحذر عن الخروج عن هذا الصراط المستقيم الذي طرفه بيد الله سبحانه وتعالى، وطرفه بأيدينا، فمن حاد عنه أو ضل عنه فقد هلك، ومن تمسك به وسار عليه نجا، ولكن تنبهوا أن من تمسك بهذا الصراط


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (4437).