×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

الأسئلة

**********

السؤال: سماحة الوالد نحن نحبكم في الله، هل من كلمة تحث الطلاب على طلب العلم وتبين حاجة الأمة إليهم؟

الجواب: الكلمة كما سمعتم، ولكن إعادتها وذكرها مرات ومرات لاشك أنه أكثر فائدة، وأرسخ في الأفهام، ولاشك أن تكرار العلم والتعليم والوصايا النافعة أنه أمر مفيد ولا يمل، فعلى كل من علم شيئًا من هذا الدين يجب عليه أن ينشره، فيكون من ﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا [الأحزاب: 39]، ﴿فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ [التوبة: 122]، فالواجب على كل من بلغه شيء من هذا الدين، ومن هذا الحق أن يبلغه للناس، ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ [آل عمران: 187]، وفي الحديث: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1])، فالله يسألكم عما تحمّلتم، وما بلغكم من هذا الدين، ولا يكفي أن الإنسان ينتفع بنفسه، ويهتدي بنفسه، بل عليه أن يُبلغ الآخرين، فهذا الدين ليس لك وحدك، وهذا العلم ليس لأحد خاص، وإنما هو للجميع، فكل من بلغه شيء من هذا الدين فإنه يبلغه للناس، خصوصا أنتم أيها الطلاب الذين جئتم من بلادكم تطلبون العلم، وتلتمسون الخير، ونسأل الله لكم التوفيق والإعانة، فعليكم إذا رجعتم إلى بلادكم أن تنشروا هذا العلم، وهذا الدين، حتى يهدي الله على أيديكم من يشاء،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3990)، وأحمد رقم (8638).